فضاء حر

أسطورة النضال السلمي

 يمنات

النائب المستقل احمد سيف حاشد، اسم تتردد اصدائه في طول الـبلاد وعرضها، شـهرته لـم تاتي من الامبراطورية الاعلامـية التي يمتلكها، والتي يسـهر القائمون علـيها بتدبيج صفات ومزايـا خارقة ليست من صفاتة ولاتمـت لـه بصلة قرابة اونسب، وليـس مـن الاستثمارات والشركات الـعابرة للقـرى والمـدن والــقارات، وليـس نجـماً سينمائياً ولاغنائياً، ولامخـترعاً مزيـفاً، وليـس ممن يستفز به الاعـلام الرسمي مشاعر المواطنين بعـد انهـيار قدرتة التضليلـية على التـمويه والكـذب، ولــم تتدخل الاجـهزة الامنـية بمسمياتها المختلفة على اجبار الناس على صلب صورة الملونة   في الحوانيت والاماكن العامة، وليس من الاثرياء الجدد المدللين والمترعين بالقسوة والغرور.

 انه انسان بسيط  من عامة الناس، لم يستغلهم ليصل على اكتافهم الى مجلس النواب ثم يتنكر لوعوده ويلحس عهودة التي قطعها، كما هي عادة معظم السياسيين في هذا البلد المنكوب بحكامة وساستة الانتهازيين والمنافقين وعديمي الضمير، لقد اكتسب شهرتة من بساطتة ودماثة خلقة، والتصاقة الحميمي بالعالم الذي قدم منة من عالم الشقاة والدراويش والمعذبين في الارض، والتفاعل مع قضياهم العادلة وهمومهم اليومية التي لا تقبل التأجيل اوالتسويف او المماطلة (فخدمة الحقيقة هي اصعب انواع الخدمات) كما قال نيتشة… وهذا مادفعه للا لتحام بالشارع منذ وقت مبكر والخروج من دائرة الصمت المطبق، متحديا الدولة الامنية لعفاش، بعد ان طفح كيل الظلم والاستعلاء والفساد الاخلاقي والامني، و كان من اوائل المنظمين لساحات الثورة والمتصدين لاخطارها، والتي اعطت للبعض من الطحالب المتكلسة قيمة لا يستحقونها، لقد شارك الشباب حياتهم واخطارهم  المتواصلة حتى اللحظة.

فتاريخه النضالي ومقامه الرمزي أعلى من ان يزايد علية مرتزق، او مخبر مبتذل، او كاتب عرض حالات مأجور، او اسماء غير معروفة خارج جدران منازلها، انة اسطورة النضال السلمي بامتياز، وهذا بالضبط ما دفع بتحالف قوى التوحش والفاشية لمحاولة التخلص منة بتلك الطريقة البشعة والاستثنائية في همجيتها، وهذا ليس بجديدعلى نظام متخصص في لعبة المؤامرات والمكائد والقتل والنهب وسائر الشرور بعد ان تغلغلت هذه الممارسات في كل خلاياه وانسجته.

كما ان هذه القوى المدججة بالجهل والانانية والجشع والتطرف والارهاب ارادت ان تخرسه والي الابد، لانهم لم يعتادواعلى سماع اصوات غير اصواتهم النشاز، ولديهم الاستعداد الكامل للتضحية بكل من يرفع صوتة مطالبا باحقاق حق، او منتقدا تصرفاتهم وعنترياتهم  وغرورهم، ومحاولة الاغتيال القذرة التي تعرض لها تأتي في هذاالسياق وخير دليل على ذلك ان المجرمين المعروفين بالصورة والاسم والعنوان مازالو طليقين  ويتم التعامل معهم كفاتحين عظماء، بعد ان تم منحهم حصانة، فالحصانات في اليمن السعيد بحكامة لاتمنح الا للقتلة والمجرمين  واللصوص واصحاب السوابق، مع ان الثورة اندلعت ضدا على الطغيان  والظلم وتكريس الحرية، وتأهيل منظومة القضاء للاضطلاع بدورها في حماية قيم الثوره، فالقضاء العادل والمستقل شرط اساسي لبناء الدولة المدنية التي خرج الناس الى الشوارع للمطالبة بها فلولا تضحياتهم الجسيمة لما كانت ثورة لا في المبتدأ ولا الخبر، كما ان ثقافة الافلات من العقاب شجعت الكثيرمن عديمي الضمير والانسانية للايغال في دم الضحايا والذي قد يقود الى  مغامرة الابحارفي يوميات القتل والجنائز الذي لن تسلم منة قرية اومدينة وكما قال النائب ابن سيف (اذا كان البرلمان غير قادر على حماية احد اعضائة فكيف سيحمي ويدافع عن حقوق الشعب الذي يمثلة؟؟) فحفاظاعلى ما تبقى من مصداقية الحكومة الذي  يتأكل رصيدها الاخلاقي كل يوم ان تبادر الى (استجواب وزير الداخلية وسحب الثقة منه واقالة كافة المسؤولين المتسترين على المتورطين بمحاولة اغتيالة) كما قال النائب حاشد وذلك من اجل استعادة الامن وقطاعات الدولة المنهوبة والمبتلعة من قبل عصابات القتل والاجرام القديمة – الجديدة التي تسئي الى صورة الثورة ورجالها ، وتعجل في اسقاط شرعية الحكومة الغير قابل للترميم.

زر الذهاب إلى الأعلى